الجمعة، 31 مارس 2017

* ست نخت .. مؤسس الأسرة العشرون

* ست نخت .. مؤسس الأسرة العشرون
تشير أغلب الآراء التاريخية إلى أن الملك ست نخت كان ينحدر من سلالة ملوك الأسرة التاسعة عشرة ، ويرى بعض الباحثين أنه كان أحد أبناء الفرعون رمسيس الثانى الكثيرين ، بينما يرى آخرون أنه لم يكن من الأسرة المالكة وأنه أعتمد فى توليه العرش على تأييد كهنة آمون وكذلك رد الفعل الشعبى إزاء الانهيار الذى حدث فى مصر فى أخريات الأسرة التاسعة عشرة والذى أسفر عن تولى شخص أجنبى لعرش الكنانة .
استطاع ست نخت الوصول إلى حكم البلاد بعد فترة مضطربة وعصيبة عاشتها مصر تحكم فيها الوزير باى والملكة تاوسرت أرملة الملك سيتى الثانى فى شئون الحكم . وقد أشارت بردية هاريس الكبرى التى كتبت فى نهاية عهد رمسيس الثالث وأعدت بواسطة خليفته رمسيس الرابع إلى دور ست نخت فى إنقاذ مصر من حالة الفوضى والتفكك السياسى الذى عاشته خلال نهاية عصر الأسرة التاسعة عشرة بعد أن تمكن من عزل باى أو إرسو ، كما يبدو أنه كان ينتمى كذلك إلى المؤسسة العسكرية المعروفة بنفوذها السياسى الكبير خلال عهد الرعامسة . حكم ست نخت لفترة قصيرة ، وفى أثناء حكمه الذى استمر عامين فقط ، نجح ست نخت فى إعادة النظام والهدوء والأمن بوجه عام للبلاد ، واتخذ مقر حكمه فى قنتير ، وأقام العديد من المنشآت المعمارية فى العديد من مناطق مصر ، مثل أون ( هليوبوليس ) ومنف وطيبة ومصر الوسطى ، كما أرسل البعثات الاقتصادية إلى سيناء لإحضار الفيروز من سرابيط الخادم والنوبة . 
دفن ست نخت فى المقبرة رقم 14 فى وادى الملوك بالبر الغربى بطيبة والتى كانت مقبرة للملكة تاوسرت من قبل ، وكان قد بدأ قبل وفاته فى نحت مقبرة له فى وادى الملوك تحمل حاليا الرقم 11 ، ولكن نظرا لوفاته بعد بدء العمل فيها بقليل ، فقد تم دفنه فى مقبرة تاوسرت ، وقد أكتشفت مومياء الملك ست نخت فى خبيئة المومياوات التى وضعت فى مقبرة الملك أمنحتب الثانى والتى تحمل الرقم 35 بوادى الملوك ، وخلفه على العرش ولده الملك الشهير رمسيس الثالث أهم وأبرز ملوك الأسرة العشرون . 


 
دكتور / محمد رأفت عباس
مشاركتك للمنشور هي الدافع لتقديم المزيد .....برجاء اضف اصدقائك 

 للجروب

للصفحة

مملكة نبتة ....والاسرة الخامسة والعشرون


مملكة نبتة 
 البدايات الأولى للتأسيس.
 لازالت غامضة أصول العملية الفعلية ، التى شكلت الدولة الكوشية النبتية. يبدو أن تلك العملية كانت محلية من حيث أصولها ، ومن حيث مجمل مسار تطور الدولة اللاحق. وكان الكتاب الإغريق والرومان الذين كتبوا بعد هيرودوت واضحين للغاية في تأكيدهم ، بأن دولة نبتة لم تكن نتاج انتقال ثقافي تأصل في مصر.
والحق أن أعضاء الأسرة النبتية قد بدأوا مشروعهم لتحويل كوش إلى دولة مركزية بأزمان سابقة على اتصالهم بمصر. بعد تأسيس الدولة وفرت لهم العلاقة مع مصر أدوات ونماذج بالإضافة إلى بعض الموارد التى ساعدت في عملية بناء الدولة احتمالاً. فكما أشار الباحث المجرى لازلو توروك اختار أولئك لحكام جوانب من الديانة المصرية لاستخدامها أداة لتشكيل المجتمع الكوشي في دولة مركزية معقدة قائمة إلى حد ما على النموذج المصري Török,1994.

 وكما أشار كاتسنلسون فإن عالم التصورات، كما يتبدى في المعمار الجنائزي بالكرو، الذى عكسته مدافن الملوك الكوشيين يلمح إلى ثقافة كوشية في الأساس متطورة بطريقتها الخاصة لكنها استوعبت تأثيراً مصرياً حيثما كان ذلك مرغوبا للكوشيين Katsznelson,1970. كذلك فان مجمل مسار ارتقاء الدولة المتبع تشكل في الأساس في ظروف داخلية، حتى الديانة المصريّة كما مارستها النخبة النبتية فإنها اعتمدت على طقوس ومعتقدات محلية كوشية.

لجأ الحكام الكوشيون، نتيجة تناقض الخيارات التى تتبع وراثة العرش وبفعل تنظيم القطر على أساس نظام قائم على المشيخات أو الإمارات، إلى تلك الجوانب من عقيدة الملوكية المصرية التى تؤكد على الاختيار الصحيح للملوك. في المراحل الأولى للعصر النبتي تعكس أشكال الديانة المصرية في مدافن الكرو معتقدات كوشية محلية. خلافاً للفراعنة المصريين الذين أعلنوا دوماً أن شرعية حكمهم مستمدة من امون رع، شدد الملوك الكوشيون على تحدرهم من سلفهم العظيم الارا وهو ما يعكس أسطورة للحكم تختلف عن الأسطورة المصرية. هكذا فإن الحكام الكوشيين تبنوا أساساً أسطورياًً محلياً مختلف عن الأساس الأسطوري المصري.
تشير أقدم ثلاث عشرة مدفناً في جبانة الكرو، والخاصة بأسلاف الملك كاشتا، إلى الكثير من الشبه البالغ درجة التطابق مع المدافن المميزة لملوك كرمة شكلاً ومضموناً. إنها عبارة عن تلال مستديرة لم يتم النجاح في تحديد المدفونين بها ذلك أن تلك المدافن كانت قد تعرضت للنهب في القدم. تتجه المقابر من الشمال إلى الجنوب، الرفات التى تم الكشف عنها في مقبرة واحدة فقط اؤرخت بحوالي 800–780 ق.م. الميلاد. تمدد الجثمان في وضع أشبه بالنائم على جانبه الأيمن لا في تابوت وإنما على عنقريب.
كل هذا يتطابق تماماً مع العادات الجنائزية المميزة لكرمة وفي مقابر المجموعة الثالثة مع عدم وجود أية دلائل تشير إلى التحنيط. لاحقاً استبدل الكوم الترابي التلي الفوقي بشكل أشبه بالمسطبة مع بقاء المقبرة (حجرة الدفن) على ما كانت عليه دون تغيير أصابها، مع ملاحظة أن تلك المساطب شيدت في الغالب كتلال فوقية. تأتي بعد المدافن التلية الثلاث عشرة ثلاث مساطب (الكرو7 و8 و20) خاصة بالملك كاشتا واثنتين من زوجاته. المسطبتان 7 و 8 أشبه في شكلهما وخارطتهما بالمدافن التلية السابقة، لكنهما تختلفان من حيث أن حجرة الدفن اتخذت اتجاها شرق- غرب وليس شمال- جنوب. من ثم يتكرر هذا الاتجاه المميز للمدافن المصرية في مدافن الملوك الكوشيين.
لجأ الملك بيَّا والكثيرون من خلفائه، في سعيهم تقنين شرعيتهم لوراثة التاج المصري، إلى استعادة تقاليد المملكة المصرية السالفة وشيدوا لأنفسهم أهراماً بداية في الكرو ومن ثم في نوري وأخيراً في البجراوية ، لكنه تم الإقلاع عن هذا التقليد الوافد مع مرور الزمن، اذ بمجرد أن انقطعت العلاقات مع مصر قويت النزعة إلى العودة مجدداً إلى تقاليد الدفن الكوشية المحلية...الردميات التلية الفوقية كشواهد على قبور الملوك والأمراء والزعماء.
رغم أن شكل مقبرة بيَّا قد تغير وكذلك خليفتيه شاباكا و شاباتاكا و زوجاتهم فإنهم دفنوا وفق عادات أسلافهم- على عنقريب لا في تابوت. للأسف فإننا لا نمتلك معلومات عن كاشتا و تانوت امانى (تالتاماني). المرة الأولى التى يظهر فيها تقليد الدفن في تابوت كانت في عهد تهارقا لكن ظل الدفن الشائع على عنقريب. تم الإقلاع نهائياً عن تقليد الدفن في تابوت بمجرد انهيار مملكة مروى، وكانت عادة ما يسمى بمدافن شاتي التى لا بدَّ فيها للعبيد أن يرافقوا سيدهم إلى العالم الآخر قد أطلت مجدداً بفترة قصيرة قبيل انهيار مروى.
هكذا سادت في كوش على مدى آلاف السنوات طقوس محلية لدفن الموتى. تبدلت هذه الطقوس فقط في فترة الحكام الأوائل للأسرة الخامسة والعشرين الذين فرضوا سيادتهم على مصر. إلا أن تأثير العادات المصرية لم يدم طويلاًً حيث تمَّ استبعادها عودة إلى التقاليد القديمة. وبالقدر نفسه بقيت التقاليد الخاصة بوراثة العرش دون تعديل إذ استمر التعاقب على العرش من الأخ لأخيه ومن الأخير لابن أخته. كما واستمرت بقايا التنظيم الأموي وهو ما انعكس في التأثير الذى تمارسه الملكة الأم الكنداكة.
الارا وخليفته كاشتا هما أول ملكين من ملوك نبتة تمَّ تثبيت اسميهما، لكننا لا نعرف عنهما أكثر من ذلك شيئاً. أما أسلافهما فإننا لا نعرف حتى أسماءهم حيث لم يتم العثور في المدافن التلية وفي المساطب السابقة للملك بيَّا في الكرو على أية نصوص أو حتى نقوش قصيرة. يظهر اسم الارا وكذلك اسم زوجته- أخته كاساكا في مسلة ابنتهما زوجة بيَّا الأميرة تابيرى. لقبَّ الارا في هذه المسلة بالزعيم "أورو" وهو اللقب نفسه الذى أطلقه عليه تهارقا في مسلتين عثر عليهما في كوة، وكان تهارقا ابن أخت الارا المبجل. بعد ذلك يُذكر الارا في نصوص الملكين إيريكى أمانوتى 431–405 ق.م. و نستاسن 335– 310 ق.م. بوصفه ملكاً. على كل فان اسم الارا أحيط في تلك النصوص بالخرطوش الملكي. هنا قد يثار سؤال حول الاختلاف في لقبه خاصة وأنه تم التمييز في مسلة بيَّا بوضوح بين ألقاب الزعيم، والحاكم، والملك.
بالطبع فان إعطاء إجابة محددة في الوقت الراهن غير ممكنة، لكن يبدو أنه خلال فترة الارا لم تكن عملية توحيد كوش قد اكتملت أو أنها كانت قد اكتملت للتو، ومن ثم لم يستطع الارا إطلاق لقب ملك على نفسه كما فعل ذلك بكل شرعية كاشتا ومن بعده بيَّا. اكتفي الارا بلقب أسلافه كما كان إبان المملكتين الوسطى والحديثة. لاحقاً ومع تثبيت الأسرة فان أحفاد الارا البعيدين أضفوا عليه شرف الملوكية مؤكدين في الوقت نفسه إضفاء اللقب على أنفسهم مثبتين له. يصعب تحديد الامتداد الشمالي لمملكة نبته في عهد الارا،
هناك احتمال بأن يكون جزء من النوبة السفلى، إن لم تكن كلها، تابعة له، أما حدودها الجنوبية فاحتمالاً أن تكون قد امتدت إلى مروى (البجراوية) حيث وجدت مدافن تتطابق ومدافن الكرو يرجع تاريخها إلى فترة الارا. قطعاً فان البطانة قد تمَّ استيعابها في مملكة نبتة في أيام كاشتا و بيَّا وهو ما تؤكد عليه الأسماء المروية، فقد كان اسم قائدين في جيش بيَّا، ليميرسكنى وإريكتاكانا،
كما أن محافظ مدينة طيبة المصريَّة في فترة حكم بيَّا كان اسمه كلباسكن، وتتردد الأسماء المرَّوية بكثرة في عهد الملك أسبالتا. وفي نقش عثر عليه في سمنة ورد اسم ملكة كوشيَّة مبكرة هي كاديمالو (كاريمالا في قراءة أخرى) مما يشير إلى أن البطانة كانت قد أصبحت متحدة مع نبتة عبر التزاوج. وكان الباحث موركوت أشار إلى أن نشوء مملكة نبتة كان نتاجاً للحرب الأهلية المندلعة بين المشيخات الكوشية المتصارعة على السلطة، ونتاجاً للتزاوج الأسري بين عدد من زعماء المشيخات المختلفة Morkot,1994
ونعتقد أن المعطيات المتوفرة حالياً تؤكد على احتواء البطانة تحت سلطة مملكة نبتة بفترة سابقة لاستيلاء نبتة على مصر. إنه ولإنجاز مثل ذلك الاحتواء كان لا بدَّ من وجود إما تحالف سياسي أو تزاوج أسرى أو نشاط عسكري مكثف. لكن ما هي فوائد التوسع جنوباً؟ هل هي فقط الثروات الزراعية والرعوية الكامنة في البطانة؟ نعتقد أنه بالإضافة إلى كل ذلك فان السلع الترفية من أبنوس وعاج وجلود وما إلى ذلك شكلت دوماً أهمية في عمليات التبادل التجاري مع مصر وبقية العالم الخارجي.
تشير سجلات التوسع الآشوري في غرب آسيا إلى السلع التى قدمتها مدن البحر الساحلية، من بين تلك توجد القرود وغيرها من السلع المجلوبة الغريبة، لكن الأبنوس والعاج وجلود الأفيال كانت الأهم من بينها. شهدت فترة القرن العاشر- الثامن ق.م. ازدهار صناعة العاج في غرب آسيا في كل المدن الفينيقية الساحلية ومدن شمال سوريا، ومعروف الآن أن الفيل السوري المحلى كان قد انقرض قبل ذلك التاريخ، ومن ثمَّ علينا أن نسأل عن مصدر ذلك العاج. تشير المادة إلى أن العاج الذى صنع هناك هو من نوع الفيل الأفريقي الغابي. التجارة بين مصر ومدينة بيبلوس في عصر الفرعونين ششنق الأول وأسركون الأول مشهودة، وكذلك في أزمان لاحقة مع اشدود و سيدون و تير. غض النظر عما إذا كانت جلود الأفيال والعاج تجلب إلى غرب آسيا عن طريق النيل إلى مصر بداية أم مباشرة عبر طريق البحر الأحمر، فان المصدر كان لا بدَّ أن يكون سافانا السودان الأوسط.
تثير الآثار الأشورية، التى لا تجد اهتماما في الكتابات المتخصصة التى يسطرها علماء الدراسات المصرية المهتمين بتاريخ كوش، العديد من التساؤلات. تشير العديد من الأدلة إلى الإسهام الأجنبي في سلاح الفرسان والمركبات الحربية في الجيش الأشورى، من بين تلك الأدلة نصوص تشير إلى الجياد الكوشية كور- كو- ساسا المخصصة لجر المركبات الكبيرة، ووصفت النقوش المتأخرة تلك الجياد بأنها كبيرة الحجم. بالإضافة إلى الجباد الكوشية أشارت النقوش إلى عدة الجياد الكوشية، كما أشارت أيضاً لوجود الكوشيين في البلاط الآشوري في وقت مبكر من عهد تجلات بليسار كأخصائيين للخيول Morkot,1994. وباعتقادنا أن ربط الأدلة الكوشية بالأدلة الأشورية، والتي لن نسترسل هنا فيها، تشير إلى أن الكوشيين كانوا يربون الجياد ويصدرونها، ويبدو أن إقليم دنقلا كان هو المكان الأمثل لمزاولة مثل هذا النشاط. يجب ألا ننسى أنه في الأزمان الحديثة المبكرة كانت دنقلا مركزاً لتربية الجياد، وأن مك دنقلا دفع جزية لسلطان الفونج في سنار جياداً.
الأسرة الكوشية الخامسة والعشرون في مصر
 سنحاول الآن مناقشة سيرة أسرة كوشية من الألفية المبكرة السابقة للميلاد. إنجازات واحد أو اثنين من أعضاء تلك الأسرة تمَّ ذكرها عموماً في الأدب الخاص بالتاريخ القديم، ويمكن للقارئ المهتم بتاريخ وادي النيل أن يجد الأسماء نفسها في الكتب الخاصة بتاريخ مصر القديم، فأسماء بيَّا، شاباكا، و شاباتاكا، و تهارقا، و تانوت أماني (تالتاماني) تبدو عادية لأنهم حكموا مصر بوصفهم ملوكاً للأسرة الخامسة والعشرين حوالي 747–600 ق.م. أما أسماء أنلامانى، و أسبالتا، و إريكىأمانوتى، و هارسيوتف، و نستا سن وهم من ملوك كوش فيما بعد أزمان الأسرة الخامسة والعشرين فإنها ترتبط لدى علماء الدراسات المصرية بنقوش هيروغليفية ذات أسلوب غير عادى عدوه متوحشاً . إن تفسير ظهور الأسرة الكوشية وإنجازاتها السياسية والثقافية لازال متنوعاً في الدراسات المتخصصة، فبعد فترة تميزت بالتقدير الحذر لما اعتقد بأنه إبداع كوشي في الثقافة المصرية في فترة الأسرة الخامسة والعشرين، فان كتابات حديثة عن المرحلة المتأخرة المصرية تميل إلى إعادة تشكيل محددة لذلك التقدير، أو كما يقول أحد أولئك الكتاب "أن إعادة الأحياء الذى عد سابقاً ساييتى ومن ثم كوشي يمكن النظر إليه الآن بأنه بدأ في مصر المنقسمة في القرن الثامن قبل الميلاد" Leahy,1992 وفي حين نبدى اتفاقا مع مثل هذه العبارة، إلا أن نفياً كلياً لوجود تقاليد أو مظاهر كوشية في ثقافة مصر في عصر الأسرة الخامسة والعشرين يبدو غير مبرر. يظهر أن سوء الفهم الملازم لأبحاث المتخصصين في الدراسات المصريَّة القديمة فيما يتعلق بالبينة الآثارية والوثائقية لتاريخ كوش إنما يأتي من الاهتمام غير الكافي بما هو غير مصري. فالمؤرخ المصري أكدَّ في موسوعته لتاريخ مصر القديمة على خطل الرؤيَّة المنغلقة تلك وكتب قائلاً: "الواقع أن ملوك كوش الذين أسسوا لأنفسهم ملكاً عظيماً في بلادهم قاموا بنهضة قومية شاملة في مصر وكوش كان لها أثر بعيد في إحياء وادي النيل ثانية وإعادة مجده القديم، بعد أن ظل خاملاً عدة قرون في أعقاب سقوط الدولة الحديثة. وقد تناول هذا الإحياء النواحي الدينيَّة والاقتصادية والاجتماعية والفنية جميعاً. والواقع أن ملوك كوش الذين تتألف منهم الأسرة الخامسة والعشرين قاموا جميعاً على رأس تلك النهضة التى تعد بحق آخر محاولة في الأزمان القديمة لاسترداد عزة مصر وكرامتها". ويستمر سليم حسن قائلاً بأن فن النحت في عهد الملك الكوشي شاباكا "قد أخذ يزدهر بصورة جلية إذ أخذ الفنانون ينحتون التماثيل للملوك وعظماء القوم بما يحاكى الطبيعة الخالية من كل زخرف، وفي أعمار متفاوتة، فلدينا تماثيل لبعض رجال الدولة تصورهم في الشباب والكهولة والشيخوخة بما فيهم من معايب ومحاسن سليم حسن 2000 هكذا يربط سليم حسن ظهور المدرسة الواقعية في الفن المصري بالتأثيرات الكوشية. ونلمح هنا إلى أن ظهور الواقعية في الفن لا بدَّ وأنه ارتبط بوجود قدر من الحريات الفكرية التى تتيح للفنانين التعبير بحرية ودون قيود تفرضها السلطة السياسية.
تعاقب ملوك كوش
 إن تعاقب الملوك الكوشيين الذين أسسوا الأسرة الخامسة والعشرين في تاريخ مصر القديمة متفق عليه الآن ولا خلاف في ذلك، لكن لازال هناك عدم اتفاق بشأن التواريخ، الإشارة الدقيقة الوحيدة واردة في نص في سيرابيوم يثبت وفاة تهارقا في السنة نفسها التى اعتلى فيها بسامتيك الأول العرش، أي سنة 636 ق.م. وبما أن تهارقا حكم على مدى 26 سنة تصبح سنة اعتلائه العرش هي 689 ق.م.
 حالياً يكاد معظم الباحثين يقرون الجدول التاريخي الآتي لتسلسل حكام هذه الأسرة الكوشية الذين حكموا مصر:واخر القرن الثامن ق.م.
كاشتا
751-716
بيَّا
716-701
شاباكا
701-689
شاباتاكا
689-661
تهارقا
663-600
 
تانوت أماني
انعكست نشاطات فراعنة الأسرة الخامسة والعشرين في سلسلة من المصادر المتنوعة، ونعرف عنهم أكثر مما نعرف عن الملوك اللاحقين لهم، فبمقارنة نصوص شاباكا، و شاباتاكا، و تهارقا، و تانوت أماني بحوليات الملوك الآشوريين وبالمقتطفات المتفرقة من الكتاب المقدس، وأيضاً ما يمكن استنباطه من الآثار المعمارية والفنية، يمكننا في الكثير من الحالات أن نميط اللثام عن الواقع التاريخى. فلقد ظلت لوقت طويل غير واضحة سلسلة النسب لملوك الأسرة الخامسة والعشرين، ولاشك أن مثل هذه السلسلة تشكل أهمية بالنسبة لتحديد التواريخ وتواتر الأحداث وهو ما تم تحديده، ولو بصورة غير نهائية في بعض الجزئيات .
المراجع
L.Török, The Emergence of the Kingdom of Kush and her Myth of the State in the First Millennium B.C.,-In: F.Geus (assembled): ‘Nubia Thirty Years Later’. Pre-publication of main papers, Society for Nubian Studies eighth Internatinal Conference, Sept,1994. Lille.
И.С.Кацнельсон, Напата и Мероэ древние государства Судана. Москва
R.Morkot, The Foundations of the Kushite State: a response to the paper of Laszló Török. In: F.Geus (assembled): Nubia Thirty Years Later. Society for Nubian Studies Eighth International Conference 11-17 septembre 1994, pre-publication of main papers. Lille.
A.Leahy, Royal Iconography and Dynastic Change, 750-525 BC: The Blue and Cap Crowns.- Journal of Egyptian Archaeology 78.
سليم حسن، 2000، موسوعة مصر القديمة، الجزء الحادى عشر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة .

اسامة عبد الرحمن النور .( رحمه الله )


مشاركتك للمنشور هي الدافع لتقديم المزيد .....برجاء اضف اصدقائك 

 للجروب

للصفحة

شاباكــا ( نفر كار رع ) .. ثانى ملوك الأسرة الخامسة والعشرون ( 716 – 702 ق.م )

 شاباكــا ( نفر كار رع ) .. ثانى ملوك الأسرة الخامسة والعشرون ( 716 – 702 ق.م ) :
    فى عام 716 ق.م توفى الملك « بعنخى » فى نباتا بعد أن استطاع غزو مصر ولكن القدر لم يمهله ليجنى ثمار انتصاراته العسكرية ، وخلفه على العرش أخيه « شاباكا » ليحكم مملكة   نباتا ، وحكم فى طيبة وربما أمتد نفوذه حتى منف ، وكانت الأمور أثناء حكمه مستقرة فى مصر العليا ، فقد أصبح حكام نباتا من عبدة آمون المخلصين ، وجعلوا عاصمتهم فى نباتا ، المركز الثانى لعبادة آمون رع . لم يكن « شاباكا » بالنسبة للطيبيين أجنبيا أو مجرد حاكم من نباتا نجح فى اخضاعهم ، ولكن كان يعد الابن المخلص لآمون ، وكل ما حدث أنه عاد إلى وطنه القديم طيبة ، وأصبحت حدود مصر ونباتا حدودا مشتركة ، كما كان الوضع فيما سبق إلى حد ما فى عصر الإمبراطورية المصرية وملوكها الأقوياء عندما كانت حدود مصر تمتد حتى الجندل الرابع أو فيما وراءه .
    تميزت فترة حكم « شاباكا » بالأعمال المعمارية الكبرى التى قام بانجازها وخاصة فى معابد منف وأبيدوس وإسنا ، كما كان له إضافات هامة فى معبد الكرنك . ومن أبرز آثار عهده « حجر شاباكا » المصنوع من البازلت والموجود فى المتحف البريطانى حاليا ، والذى سجلت من خلاله نظرية خلق الكون الخاصة بالمعبود بتاح إله مدينة منف .
    قام « شاباكا » باخضاع الدلتا ونجح فى توكيد سطوته على كافة أنحاء مصر بعد هزيمة خصمه اللدود الملك الصاوى « باك إن رن إف » ( بوخوريس ) من ملوك الأسرة الرابعة والعشرون ، ووضع مكانه أحد الحكام الكوشيين . كما أرسل حملة إلى فلسطين لكى يحد من تقدم الآشوريين ، ولم يقودها بنفسه بل أسند القيادة إلى ابن أخيه « طهرقا » . وقد عين « شاباكا » ولده « حورماخت » فى منصب الكاهن الأعلى لآمون فى طيبة ، كما كانت السلطة الدينية الحقيقية فى طيبة فى يد أخت « شاباكا » الأميرة « آمون إردس الأولى » التى شغلت المنصب الدينى الهـام الزوجة الإلهيـة لآمـون ، وقامـت بتشييـد مقصورة جنائزية ومقبـرة لهــا داخل مدينة هابو . وقد دفن « شاباكا » داخل مقبرة هرمية فى الجبانة الملكية بالكورو ، وخلفه على العرش « شبتكو » ابن « بعنخى » .

نقش للملك شباكا من الكرنك

 تمثال الملك شباكا من متحف اللوفر

 مسلة العطاء من متحف  المتروبوليتان

 تمثال لرأس الملك شباكا من متحف اللوفر في باريس

 الجعران التزكاري الضخم للملك  شباكا


دكتور / محمد رأفت عباس


مشاركتك للمنشور هي الدافع لتقديم المزيد .....برجاء اضف اصدقائك 

 للجروب

للصفحة




الخميس، 30 مارس 2017

مصــر فى عصر الرعامســة

مصــر فى عصر الرعامســة

 عصر الرعامسة هو تلك الحقبة التاريخية الشهيرة التى تشمل عصر الأسرتين التاسعة عشرة والعشرون من تاريخ مصر القديمة ، فى الفترة من 1308 إلى 1087 قبل الميلاد تقريبا ، والذى أطلق عليه تلك التسمية نظرا لتولى أحد عشر ملكا يحملون اسم رعمسيس عرش مصر ، بداية من رعمسيس الأول مؤسس الأسرة التاسعة عشرة وحتى رعمسيس الحادى عشر آخر ملوك الأسرة العشرون وآخر ملوك عصر الدولة الحديثة . ويعد عصر الرعامسة هو النصف الثانى من عصر الدولة الحديثة أو عصر الإمبراطورية 1570 - 1087 ق.م ، الذى يشمل الأسرات الثامنة عشرة والتاسعة عشرة والعشرون ، والذى يعد أزهى عصور تاريخ مصر القديمة على الاطلاق ، حيث اتسم بالتوسع الخارجى والفتوحات العسكرية الكبرى والتقدم الحضارى الكبير فى شتى مجالات الحضارة والعلوم والسياسة والفكر .
 
وقد شهد عصر الرعامسة العديد من الأحداث التاريخية الهامة والحاسمة فى تاريخ مصر القديمة ، كما شهد تواجد العديد من أهم ملوك مصر القديمة على الاطلاق الذين شادوا صرح الحضارة المصرية كالفراعنة العظام سيتى الأول ورعمسيس الثانى ومرنبتاح ورعمسيس الثالث . وفى هذا العصر شيدت الكثير من المبانى الأثرية والتاريخية الخالدة التى تعد من العلامات البارزة فى تاريخ مصر القديمة والتى لا يزال ينظر إليها العالم أجمع حتى وقتنا الحالى كتراث خالد للحضارة الإنسانية كمعابد الرمسيوم وأبو سمبل ومدينة هابو والعديد من أجزاء معابد الكرنك ومعبد الأقصر .
 
وتهدف هذه الصفحة إلى تكوين أكبر تجمع علمى من الباحثين والمتخصصين فى الدراسات المصرية القديمة والمهتمين بتاريخ وحضارة مصر القديمة بشكل عام ، والمتخصصين فى عصر الرعامسة بشكل خاص فى مصر وعلى مستوى العالم ، وذلك من أجل استعراض كافة النظريات والرؤى والأبحاث والمقالات التى تتحدث عن تاريخ وحضارة المصرية القديمة خلال عصر الرعامسة ، وذلك فى شتى الجوانب التاريخية والحضارية المختلفة . وسوف يترك لأعضاء الصفحة من المتخصصين كامل الحرية فى عرض ونقاش الجوانب الحضارية المختلفة فى عصر الرعامسة كالفنون والعمارة والآداب والديانة وتطور اللغة المصرية القديمة ، إلى جانب النظم السياسية والإدارية والاجتماعية التى وجدت بمصر خلال تلك الحقبة الهامة فى تاريخها القديم ، وذلك من خلال المقالات التى سوف يقدمونها .
دكتور / محمد رأفت عباس

Egypt in the Time of Ramessides
Ramesside Period is this famous historical period which included the time of the Nineteenth and Twentieth Dynasties of the Ancient Egyptian History (c. 1308-1087 BC). This period held this name according to the ruling of eleven kings bored the name of Ramesses in Egypt, from Ramesses I the founder of the Nineteenth Dynasty to Ramesses XI the last king of the Twentieth Dynasty and the time of the New Kingdom. Ramesside Period is the second part of the New Kingdom (c. 1570-1087 BC), which included the Eighteenth, Nineteenth and Twentieth Dynasties. The New Kingdom was the most glorious period in the Ancient Egyptian History, Military expansion, developments in art and architecture, and religious innovations marked the New Kingdom.

Ramesside Period characterized by a great important historical events in the Ancient Egyptian History, during the Ramesside Period some of the most familiar names in pharaohs ruled over Ancient Egypt including Seti I, Ramesses II, Merenptah and Ramesses III. In this period a lot of great historical immortal buildings erected, which kept the glory of Ancient Egypt to our time, such as the temples of Ramesseum, Abu Simbel, Medinet Habu and many important parts in Karnak and Luxor Temples. 
This page is a great community for all the Egyptologists, scholars and Historians of Ancient Egypt. The page is browsing articles, information, books and photos about the Ramesside Period, in the different branches of the Ancient Egyptian Culture such as art, architecture, literature, religion, language, social systems, and political and administrative systems.
Dr. Mohamed Raafat Abbas

الاثنين، 27 مارس 2017

أســــمــــــاء مــــــــصر

أســــمــــــاء مــــــــصر
المبحث الأول من كتاب حضارة مصر القديمة و آثارها الجزء الأول للدكتور عبد العزيز صالح من كتاب تاريخ مصر القديمة الجزء الأول للدكتور رمضان السيد

 أولا: الاسم الأساسي و هو كيمة ( كما فى النصوص القبطية) و كانت في الاغريقية لفظها الشائع "خيميا"، و تعنى السوداء، السمراء، الخمرية، و ذلك رمزا للون تربتها و كثافة زرعها.
·       و ذكرت كثيرا في نصوص القدماء بنوع من الفخر و الاعتزاز، و على سبيل المثال: "عملت على أن تصبح كيمة بأهلها فوق رأس كل أرض"، " ثمرة كاتب من كيمة". و للاسم مشتقات مثل "تانكيمة" ، "تاكيمة"،
·       و في خط الديموطيقي عرفت باسم "كمي أو كمية أو كميو" أي أرض السواد أو أرض السمرة، و ترجع تلك التسمية إلي الدولة القديمة. و عرفت عند اليونانيين تحت اسم "خيميا"، و التى تعبر عن الأرض الزراعية الخصبة، و منها جاءت التسمية كيمياء،
·       ثم أطلق العرب على أرض مصر "أرض السواد". و الأرض السمرة، ماذا تعنى؟ لقد وصف بها المصريون القدماء معبودهم "أوزير" بأنه كمي أو كيمي أي أسمر، بل و وصفوا بها المعبودة "إيزة" بأنها ست كيمية أوكمية أى سيدة سمراء أو خمرية و ليست سوداء
·       . كذلك أطلق العرب لفظ السواد على أرض العراق لسواد تربتها و كثافة زرعها.
دشرت، ماذا تعنى؟ تعنى الصحراء، و لها أسماء أخرى مثل: خاسة، مرو، نو أي تعنى القفر و البادية.
من الأسماء الأخرى الأكثر شيوعا لدى المصري القديم و المستخدمة في متونهم الرسمية هى:
§       "تاوي" أي الأرضين حيث أرض الصعيد "تاشمعو" و أرض الوجه البحري "تامحو" ، و قد ظهر هذا الاسم من ضمن الألقاب الملكية وذلك منذ أواخر الألف الرابع ق.م، لتأكيد الوحدة بين الشمال و الجنوب، و ذلك في عصر الدولة القديمة
§       " إيدبوي" أي الضفتين، و ذلك للتأكيد بتركز العمران علي جانبي النيل العظيم ، و ترجع من الدولة القديمة في نصوص الأهرام
§       "إدبوي حر" أي ضفتى المعبود حورس، و قد يرجع من عصري الدولة الوسطى أو الدولة الحديثة الأسرة 18
§       " تامري" أي الأرض المحبوبة، و تدلنا على مدى ارتباط المصري بأرضه، و يرجع إلى الدولة الوسطى الأسرة 11 ، ثم استخدمت بكثرة خلال الأسرة 18.
هناك نعوتا شعرية مثل: 1-
·       إرت رع أي عين المعبود رع أي معبود الشمس أي تحت رعايته وحمايته الدائمة، و ينتمى إلى العصر المتأخر
·       وجات أي العين و المقصود بها عين المعبود حورس الحامية، و ترجع إلي العصر المتأخر
·        إترتي أي المقصورتين، و ترجع إلى الدولة الوسطى
·        باقة أي الزيتونة و ذلك للخضرتها الدائمة
·        إيا وت: أي الأماكن أو التلال المرتفعة، و أطلق في العصر البطلمي
·        إستى: أي أرض المنتجات الزراعية، أو بلاد البوصتين، و ينتمي إلى العصر البطلمي
·        باكت: أي المضيئة و ذلك نسبة إلى شمسها الساطعة دائما، و ترجع إلى العصر المتأخر أو البطلمي
·        بيا: أي أرض منتجات سواء المناجم أو المحاجر، و ترجع إلي العصر البطلمي
·        با تا: أي الأرض، و المقصود بها أرض مصر كلها، و ترجع إلي عصر الدولة الوسطى
·        تا بن: تعنى "هذه الأرض" و ترجع إلي الدولة القديمة
·        تا: بدون أداة التعريف، و ترجع إلي الأسرة 19 الدولة الحديثة
·        با تا إن كمت: أي أرض السواد نسبة إلى لون طينها و ترجع إلي الدولة الحديثة الأسرة 18
·        خبشوت: أي أرض القوة و المقصود بها القوة في قوة أبناء البلد، وترجع إلي الدولة الوسطى
·        سنوت: أي أرض التجمع و الأخاء، و ترجع إلي العصر البطلمى
·        تاوكمت: أي أراضي السود، و ترجع إلي الدولة الحديثة
·        مكى: أي المحمية، و ذلك بفضل رعاية المعبودات لها و بفضل شعبها و بفضل موقعها الجغرافي، و ترجع إلي الدولة الحديثة الأسرة 19
مع ملاحظة أننا نجد تلك الأوصاف الشعرية أكثر استخداما طوال عهود المحن السياسية و ذلك في العصور المتأخرة تأكيدا علي اعتزاز المصريين بقوميتهم.
أما اسمي " مصر" و " آيجوبتوس " فهما معروفان بالنسبة للعالم الخارجى أكثر : فمن أقدم المصادر الخارجية المعروفة التى سجلت اسم " مصر "
رسالة وجهها أمير كنعاني "ريب أدى" إلي فرعون مصر ربما "أمنحوتب الثالث أو أخناتون" خلال الربع الثانى للقرن الرابع ق.م حيث أشار فيها أنه يضطر أمام تهديد جيرانه له إلي إرسال أهله إلى مصر. - هناك أسماء أخرى قريبة من لفظ مصر مثل "مشري" و "مصري" في لوحة ميتانية وجهها صاحبها إلى فرعون مصر،
و كذلك ظهر في لوحة آشورية حيث ذكرت في المصادر الآشورية أربع مرات فى النصوص ترجع إلي الملوك : تيجلات بلاسر الثالث، سرجون الثاني، نابولاصر، و نابوخذنصر حيث ظهرت باسم مي صير
. و قد ظهر اسم "مصرم" في نص فينيقي و ذلك في أوائل الألف الأول ق.م، و ظهرت في نصوص التوراة "مصر أو مصرايم" تعنى نيل مصر،
 أما النصوص الآرامية السوريانية ذكرت باسم "مصرين"، فضلا عن تعبير لغة القرآن الكريم بلفظ "مصر" خمس مرات و ذكرت باسم الأرض 15 مرة
 من الملاحظ أيضا أن المصادر الآشورية أكثر المصادر القديمة ترديدا لاسم مصر لم تعنى باسم بلدنا مصر وحدها إنما عنت أيضا منطقتين واحدة في شمال سوريا و أخرى في جنوب آسيا الصغرى. أما تحليل اسم مصر فهو : لفظ سامي ، و معناه الحاجز و الحد و السور، و هذا يدلنا على صفتى الحصانة و الحماية
1.   قد يكون اسم مصر صورة لفظية لكلمة مصرية قديمة مثل كلمة "مجر" أو "إمجر" أو "مجري" ، و معناها المكنون أو المحصور أو الدرء، و هى لها حصانة طبيعية. و يمكننا تحويل حرف "ج" الجيم المعطشة إلي حرف "ص" و تصبح "مصر، و صرو، و إمصر، و مصري، و مصد.
2.   أن يكون اسم مصر له صلة بكلمة سامية كنعانية سواء فى الحروف و المعنى مثل : "مصر"، أو "مصرا" ، أو "ماصور" ، و هى تعنى معنى الحصن و المكان المسور
3.    أن يكون عبرى الاشتقاق من كلمات تشبههه مثل "مصر"، أو "صور" ، أو "مصورت"، و تعنى الحدود المحصنة. أ- أما كلمة "مصرايم" التى ذكرت فى التوراة 680 مرة، فهى قد ترمز إلى الوجهين القبلى و البحرى، أو ازدواج أسوار الحدود الشمالية الشرقية لمصر. ب- غير أن الأحبار النسابون قد ترجموا اسم "مصرايم" إلي منطقة الوجه البحري فقط ( الذى ينسب إلى مصرن حفيد نوح) أما الصعيد فقد نسبوا إلى "باتروس" (ابن مصرن) مع الملاحظة أن هذا النسب ليس له أصل علمي

4.   أن يكون اسم مصر ذو صلة بمفهوم العرب الذى يعنى الحاجز بين الشيئين و الحد بين الأرضين. - أما اللفظ الأخير "آيجوبتوس" وهو لفظ أطلقه الاغريق على النيل منذ الشاعر "هوميروس" ثم أطلقوه على مصر نفسها، ثم انتقل هذا اللفظ إلى الرومان، إلى أن انتقل إلى اللغات المعاصرة. غير أن المصريين القدماء أنفسهم لم يستخدموا القديم إلا نادرا. و اسم "آيجوبتوس" هو تحوير للاسم المصري "حت كا بتاح" و المقصود به اسم معبد الاله بتاح في مدينة منف، و عندما لحظ الإغريق أهمية المدينة خلال العصر الصاوي أطلقوا اسمها على مصر كلها بعد أن حوروا الكلمة بما يتفق مع نطقهم لها. و هناك رأي آخر: إن هذه التسمية "آيجوبتوس" مشتقة من الكلمة المصرية "آجبي"، و التى تعبر عن مياه النيل أو فيضانه وقد ترمز إلى الماء الأزلي الذي برزت منه الأرض
عربي باي

Disqus Shortname

نظام التعليقات