أساطير نشاة
عند قدماء المصريين ( ج 1 )
" أنا
هنا، من خلق مثل خبرى و خلق الوجود كله. خلق كل الوجود بعدما ظهر، والكثير من
المخلوقات ظهرت من شفتي".
كتاب معرفة مخلوقات رع
كانت المراكز
اللاهوتية في مدن مصر القديمة متعددة، من أكبرها مدينة هليوبولس هيرموبولس، منف،
فيفي. فقد قدمت كل مدينة نظريتها في نشأة الكون، وأبرزت كل منها دور إلهها الرئيس
في عملية خلق الكون علما أن الصفة المشتركة في تلك النظريات هو البداية الأولى
للكون(الفوضى). وعدت الآلهة المحلية حامية المدن أو النومات أنها خالقة للكون،
وذلك في نطاق حدود تلك المدن، وكل إله من تلك الآلهة يتماثل مع إله ما يعبد في كل
البلاد.
نشأة الكون الهليوبوليسية
لم تكن هيلوبولس مركزا سياسيا ،ولكنها منذ عصر الدولة
المصرية القديمة وحتى نهاية العصر المتأخر لم تفقد أهميتها كمركز لاهوتي، وكمركز
لعبادة آلهة الشمس، وقد ظهرت نشأة الكون الهليوبوليسية في عصر السلالة الخامسة
وانتشرت على نطاق واسع، واشتهر الإله الرئيسي في البانثيون الهليوبوليسي في جميع أنحاء
مصر. والتسمية المصرية للمدينة ايونو ( مدينة الأعمدة) المرتبطة بعبادة المسلات.
· كانت البداية فوضى ،أطلق عليها اسم نون ،بلا نهاية، وسطح
الماء البارد الهادئ الساكن، يلفها الظلام. مرت آلاف السنوات، لم يخرق هذا الهدوء
أي شيء: وظل المحيط الأولي مستقرا.
· وفي يوم من الأيام ظهر من المحيط الإله أتوم الإله الأول في الكون. وكما في السابق الكون
باردا، وكل شيء منغمس في ظلام دامس .بدأ أتوم يبحث في المحيط الأولي عن مكان
صلب(جزيرة ما)، وبالقرب منه لم يكن شيئا، سوى المياه الفوضى الساكنة نون، وعندئذ
خلق الإله تلة بنبن_ التلة الأولى.( وفقا لصيغة أخرى من هذه الأسطورة، أن أتوم
نفسه أصبح تلة )، وقد وصلت أشعة الإله رع إلى الفوضى ،وانبعثت الحياة في التلة،
وخرج أتوم. وأقام تحت قدميه الأرض، وأصبح أتوم يفكر، ماذا عليه أن يعمل فيما بعد،
وقبل كل شيء، وجب عليه أن يخلق آلهة أخرى، ولكن أي إله؟ ربما إله الرطوبة والهواء؟
نعم إله الهواء فقط يستطيع أن يدب الحركة في المحيط الميت، ولكن العالم أذا دبت
فيه الحركة فهذا يعني ، إن الإله أتوم لا يستطيع أن يستمر في الخلق، وستدمر حالا
مرة أخرى وتتحول إلى فوضى. ولغاية الآن أعمال الخلق بدون معنى ولا يوجد في العالم
استقرار، ونظام، وقانون، لذلك قرر أتوم أنه في نفس الوقت أن يخلق مع الهواء آلهة
أخرى ستحافظ وستساعد على إقامة القانون مرة وإلى الأبد. وبعد تفكير سنوات طويلة
أتخذ هذا القرار الحكيم، وفي النهاية بدأ أتوم في خلق العالم، ونفخ بنفسه في فمه،
وخلق نفسه، وفيما بعد بصق من فمه شو، إله الهواء والجو وتقيأ تفنوت ،
· أدرك نون شو وتفنوت، وصاح: " نعم هم يتكاثرون"
وتنفس أتوم في أطفاله كا . ولم يكن بعد الكون مخلوقا، وكما في السابق في كل مكان
يوجد الظلام، وضاع أطفال أتوم في المحيط البدائي، وأرسل أتوم شو وتفنوت للبحث عن عينة ،التي ما زالت تتسكع في
المياه الموحشة، وخلق الإله عين جديدة وأطلق عليها اسم " الجليلة" ،وبحث
مؤقتا عن العين القديمة شو وتفنوت وأوصلتهم إلى الوراء، وبكى أتوم من السعادة،
ودموعه سقطت على تلة بنبن وتحولت إلى بشر. ( وفقا لصيغة أخري ( صيغة ألفنتين) فإن
الموضوع لا يرتبط مع أسطورة نشأة الكون الهليوبوليسية، ولدرجة ما انتشرت، واشتهرت
في مصر، فالناس والكا خلقت من الطين من الإله خنوم الذي هو برأس كبش ) وهو الصانع
الرئيسي في نشأة الكون الألفنتينية. العين القديمة احتدمت غضبا، وأدركت أن أتوم
خلق عين جديدة مكانها، ولكي يهدئ العين وضعها على جبينه، ومنحها مهمة عظيمة وهي أن
تكون حارسة لأتوم نفسه وثبتها هي والآلهة تفنوت_ ماعت آلهة النظام الكوني . منذ
ذلك الوقت أصبحت العين الشمسية على شكل أفعى كوبرا تتخذ على أكاليل جميع الآلهة،
ومن ثم الفراعنة الذين توارثوا حكم الأرض من الآلهة، وأطلق على العين الشمسية التي
على شكل كوبرا أوريا، وضعت على الجبين أو الأكاليل، وتهبط أوريا كشعاع جميل لامع
تحول كل الأعداء إلى رماد، ولا سيما أن أوريا تدافع وتحافظ على قوانين الكون التي
وضعتها الآلهة ماعت.
· ذكر في بعض الصيغ الأخرى لأساطير نشأة الكون الهليوبوليسية
الطائر الإلهي بنو كأتوم لم يخلقه أحدا، في بداية الكون بنو طار على مياه نون وعمل
وكرا في أغصان الصفصاف في تلة بنبن ( لذلك تعد نبتة الصفصاف مقدسة). وشيد الناس
على تلة بنبن المعبد الرئيسي لهليوبوليس_ معبد رع_ أتوم، وأصبح رمز التلة المسلات،
المغطاة بشرائح من النحاس أو الذهب، وعدت مكانا وصول الشمس في منتصف النهار. وأنجب
من زواج شو وتفنوت الزوج الإلهي الثاني: إله الأرض جب وأخته وزوجته آلهة السماء
نوت، وأنجبت نوت أوزيريس بالمصرية ( أوزير)، حور ، ست بالمصرية ( سوتيح)، إيزيس
بالمصرية(إيزيت) ونفتيس بالمصرية (نيبتوت، نبتحت)، وشكل أتوم، وشو، وتفنوت، وجب
ونوت، ونفتيس، وست، وإيزيس، و أوزيريس تاسوع هليوبوليس العظيم أو التاسوع الكبير .
0 التعليقات :
إرسال تعليق