أساطير نشاة
عند قدماء المصريين ( ج 2 )
" أنا
هنا، من خلق مثل خبرى و خلق الوجود كله. خلق كل الوجود بعدما ظهر، والكثير من
المخلوقات ظهرت من شفتي".
كتاب معرفة مخلوقات رع
كانت المراكز
اللاهوتية في مدن مصر القديمة متعددة، من أكبرها مدينة هليوبولس هيرموبولس، منف،
فيفي. فقد قدمت كل مدينة نظريتها في نشأة الكون، وأبرزت كل منها دور إلهها الرئيس
في عملية خلق الكون علما أن الصفة المشتركة في تلك النظريات هو البداية الأولى
للكون(الفوضى). وعدت الآلهة المحلية حامية المدن أو النومات أنها خالقة للكون،
وذلك في نطاق حدود تلك المدن، وكل إله من تلك الآلهة يتماثل مع إله ما يعبد في كل
البلاد.
نشأة الكون المنفية
وفقا لرواية هيرودوت أن الملك مينس ( بالمصرية عحا؟
نعرمر؟) أول فراعنة مصر قد أسس مدينة ممفيس، وحقق وحدة مصر السفلى والعليا في دولة
موحدة، وكانت عاصمة الدولة المصرية القديمة بجميع مراحلها وحتى انهيار الدولة
المركزية ( الأسرة السادسة ).
وكان اسمها في البداية ( خت_ كا_ بتا_" بيت (روح)
كا (إله) بتاح"، ويبدو أن اسمها أصبح "مينفير" منذ الأسرة
السادسة(2423_2263ق.م)، وبالقبطية " منف" ونقلها الإغريق إلى ممفيس.
· وفي البداية،عندما كان يمتد محيط بلا حياة، أطلق عليه
اسم نون، بتاح نفسه الذي كان أرضا ،واعتزم أن يتجسد على صورة إله، وبقوة إرادته
خلق من الأرض جسده وأصبح إلها.
· وقد عقد بتاح العزم على أن يخلق العالم وآلهة أخرى، وفي
البدء خلق (الكا) لتلك الآلهة وعلامة الحياة " عنخ"، ومن ثم بقوته
الخلاقة خلق آلهة أخرى، فظهرت فورا واكتسبت قوة، وساعدت الإله بتاح في قوته
الخلاقة. وهكذا لم يكن عند بتاح مواد أخرى لمزاولة أنشطته، وعزم أن يخلق اليابسة
كلها من نفسه، من الأرض التي تكون منها جسده. عملية الخلق تمت على النحو التالي:
ظهر في قلب الإله فكرة عن أتوم، وعلى لسان أتوم الكلمة، ولفظ الإله هذا الاسم، وفي
نفس اللحظة أنولد أتوم من الفوضى الأولى . وأصبح يساعد والده في أعمال الخلق،
ولكنه لم يعمل بصورة منفردة، وإنما نفذ أرادة بتاح فقط، وكان مرافقا له، وفقا
لإرادة بتاح خلق أتوم التاسوع العظيم،
وأعطى بتاح القوة لكل الآلهة ووهبهم الحكمة. وبعد ما خلق بتاح العالم ، فإنه خلق
الكلمة الإلهية السحرية، وأقام العدالة على الأرض. ومنح الحياة السلام، ومنح الموت
للمذنبين، وتم خلق كل الأعمال والفنون ،والعمل للأيدي والسير للأقدام وحركة جميع
الأعضاء وفقا لهذا القرار، تم التفكير في القلب والتعبير عنه باللسان وخلق وظيفة
كل الأشياء. كل الأشياء خرجت من بتاح: الطعام ، وطعام الآلهة وكل الأشياء الجميلة
الأخرى. وهكذا تم الاعتراف به ،بأن قوته فوق كل الآلهة الأخرى.
· وشاد بتاح المدن، وأسس النومات، ووضع تماثيل الآلهة في
معابدها وقام بطقس تقديم القرابين. الآلهة
سكنت بتماثيلها في المعابد، وعاين بتاح أعماله وأصبح راضيا.
·
ويحل جسد وروح
هذا الإله العظيم في كل الأشياء الحية والغير حية الموجودة في العالم.وعبد كحامي
للفن والحرفة وصناعة السفن وفن العمارة. وزوجة بتاح الإلهة _ اللبؤة سخمت وأبنهم
إله النباتات نفرتم، وتشكل ثالوث ممفيس.
0 التعليقات :
إرسال تعليق